كان يسعى بكل جوارحه وبكل جهد لنيل ما يريد و يصل للشهادة
من دون أن يؤثّر أيّ التزام على الآخر، وخصوصاً أثناء وجوده في المنزل بالقرب من والديه وإخوته، استغلّ محمّد ساعات أيّامه بما هو مفيد ومثمر؛ فكان كثير المطالعة، شغوفاً بالمعرفة، سعى لبناء رؤيةٍ ثقافيّة وسياسيّة واضحة، فلا يخوض نقاشاً ما لم تكن معلوماته حوله وافية كافية، ما أكسبه عمقاً برؤية الأمور ومعرفة الأشخاص، فسبق بوعيه سنّه وأكسبه ذلك ثقة واحترام مَن حوله، وآمن بالتوكّل على نفسه بعد الله، فلا لذّة لعمل ما لم تبذل الروح ما في وسعها لنيله، وقد أوصى إخوته بذلك: "اعتادوا أن تعتمدوا على أنفسكم، وأن تسعوا لتحصيل ما تريدون بأنفسكم دون طلبه من أحد".