﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)...
بعد عودته من زيارة الأربعين طلب يوسف إلى أمّه مساعدته في شراء هاتف، فاستغربت الأمر وسألته عن هاتفه الجديد الغالي الثمن الذي لم يكن قد مضى على شرائه أكثر من شهر، فأجابها أنّ أحد الإخوة أعجبه فأهداه إيّاه، فعاتبته قائلة: "كان بإمكانك شراء واحد له، والاحتفاظ بهاتفك"، عندها تبسّم قائلاً: ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ﴾.
الزهد والتخلّي سمة من سماته، فهو وإن كان ابن عائلة ميسورة، لم يعنِ ذلك عنده أن يتّكل عليها، بل عناهُ كثيراً البدء بالعمل لتحصيل مصروفه. وعندما طلب والده منه ومن أخيه تحمّل مسؤولية العمل، أجادا العمل، فـ"يوسف" كان دائماً يظهر بمظهر المُتقن للعمل، هذا ما يحبه الله، ويوسف يختار ما الله يحبه.