استغلّ لحظات كان فيها الباب مفتوحًا فانقضّ على التراب..
كنزٌ واحد لم يفرّط به يوسف: "بعضُ حبات من تراب البقيع". وقد حصل عليها أثناء مرافقة أهله لأداء العمرة وهو في الثالثة عشرة من عمره؛ يومها، استغلّ لحظات كان فيها الباب مفتوحًا فانقضّ على التراب غير عابئ بعقوبة تنزل عليه، وهذه الشجاعة إنّما هي وليدة ارتباط عميق وعقيدة راسخة، واحتفظ بها إلى حين يودَع في قبره.
كل من رأى يوسف في أيّامه الأخيرة عرف أنّه قريب من الشهادة، فيوسف المحدّث المزوح صار صامتاً هادئًا حزينًا، ولمّا التقط له أحد رفاقه صورة بالكاميرا، كانوا على النهر يمرحون ويضحكون، قال له: "يوسف الشهيد"