"الملاكُ الذي ضيّع طريقه"، كما كنّا نناديه...
"الملاكُ الذي ضيّع طريقه"، كما كنّا نناديه، أصرّ دائماً على قراءة مقالات الشهداء قبل تسليمها للمجلة، فكان يستغلّ فترة الاستراحة ليقرأها، أثناء مشاركتنا في كتابة عملٍ خاص بالإمام الحسين(ع)،الذي أخذ جهداً في التحقيق والتدوين، وقد لفت أنظارنا بمواظبته على كتابة الصلاة والسلام على الأئمة الميامين كاملاً، ولمّا سألناه أجاب: " تأدبًا"، وقد عرفتُ فيما بعد أن هذه سنّة الإمام الخميني(قده)، وكلما أنهينا فصلاً من العمل،أكدّ أنه لن يشاركنا في كتابة المصرع لأنه لا يتحمل ذلك، وفعلاً، لطالما كان يزرعُ نظراته في الأوراق البيضاء أثناء النقاش ليخفي دمعةً غلبته، على مُصابِ أهل البيت(ع)، وبعد انتهائنا من العمل، أعترف لنا بأنه دعا الله سبحانه وتعالى، وقبل أن يتعرّف علينا بحوالي الشهرين، أن يوفقه لمشاركتنا في كتابة نصٍ عن الإمام الحسين(ع)، وقد استجاب الله لدعوته، أما دعائه الأخير كان في مشهد حيث زار الإمام علي الرضا(ع) وسأل الله أن يرزقه الشهادة، وقد عاد إلينا من إيران حاملاً هدايا عبارة عن صور للسيد القائد مع الشهيد الكاظمي(قده).
وبقلمه الشفاف، لأمير المؤمنين(ع)، وللسيدة الزهراء(ع) منه الخواطر، ولصاحب الزمان(عج) النجوى وبث الأنين والحنين، كلمات ترك الدمعُ على ضفافها أسرارُ عاشقٍ ضاقت رحابة الدنيا عليه، وكيفما تلفتَ يعيدُ : " نظرة لطفٍ تكفيني من عين علي..".
-نسرين إدريس قازان - مجلة بقية الله