بعد كلّ زيارة للشيخ إلى بيتنا كنت أستذكر الآية الكريمة: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ"...
كنّا نسكن في نفس القرية، وكان عمل الشهيد وعمل زوجي خارجها، ولذلك قلّما كانا يجتمعان، ولكن إذا ما صادف وجودهما في القرية معًا، فلا بدّ من زيارة الشه. يد بيتَنا. في تلك الفترة كان وضعنا المادي سيئًا نوعًا ما، كحال الكثير من أهالي المنطقة. رغم ذلك كان يقوم زوجي بشراء الحلوى والفاكهة لي وللأولاد، ولأي ضيف قد يأتينا على غفلة، ودائمًا بعد هذا "التموين" يأتينا الزائر وسيم، كان يشرّفنا بزيارته، ودائمًا كانت حصّته موجودة وحاضرة... الملفت أنّ الأمر تكرّر، فسألت زوجي من هو هذا الضيف الذي تأتي رزقته معه، بل وتسبقه في طرق باب دارنا!
بعد كلّ زيارة للشيخ إلى بيتنا كنت أستذكر الآية الكريمة: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ"، وأقول في نفسي، كم هو جميل أن تكون مباركًا، وأينما تنزل تحلّ البركة معك، ثم أضيف: لا شكّ أنّ لتقوائية الشيخ أثرًا رئيسيًّا في ذلك.
(نقلًا عن زوجة أحد رفاق الشيخ وسيم)