قصصه الشخصية

 لا أجرؤ على طلب الرحيل

لا أجرؤ على طلب الرحيل

كان يستغلُّ ليلة القدر لحظة بلحظة ولا وقت لديه للراحة أبداً حتى يُنجز كُلَّ الأعمال دون أي تَلَكُّؤ

في إحدى ليالي القدر ، إلتقيتُ بالشهيد محمد صدفة، حيث وُفِّقتُ لإحياء تلك الليلة إلى جانبه.
كان البرنامجُ مُتعِباً بعض الشيء بحيث يبقى الإحياء الى وقت الفجر، ولا يوجد وقت للراحة سوى بضع دقائق كل ساعة أو ساعتين ،
الحال أنّني كنتُ كُلّما حانَ وقت الإستراحة لِأحدِّثهُ أراه غارقاً في بحر العبادة،
لم أعرف في بادئ الأمر ما هي هذه الصلاة، 
وبعد عدة إستراحات، بقيت بجانبه لِيُنهي التسليم حتى أعرف ماذا يصلي، ولمّا سألتهُ
قال لي بخجلٍ أنّه يصلي صلاة المئة ركعة .
هنا تفاجئتُ.. لا لأنّه يؤدي هذا العمل ،
بل لأنّه كان يُقَسِّم وقته على عدد الإستراحات حتى ينهي المئة ركعة قبل طلوع الفجر .
سألتُه أليس الأمرُ متعباً؟! فنحن بالكاد نأخذ بِضع دقائق لنرتاح كي نبدأ بالعمل اللاحق، 
أجابني بأنَّ الأمرَ يسيرٌ إن شاء الله ويمكن تقسيم الركعات بحيث يُصلِّي في كل إستراحة ١٠ ركعات .
أي أنّه كان يستغلُّ ليلة القدر لحظة بلحظة ولا وقت لديه للراحة أبداً حتى يُنجز كُلَّ الأعمال دون أي تَلَكُّؤ .
بعد شهادته، إنتشرت جملته الشهيرة : "لا أجرؤ على طلب الرحيل فزادي قليلٌ قليل".
علمتُ حينها أنّها كلماتُ العارف المتواضع السالك،
أما نحن فخجلنا بعد كل هذه الدروس التي إستقيناها منه فهو كبيرٌ كبير ...
* ابن عم الشهيد