قصصه الشخصية

  • الرئيسة
  • مجهولون في الأرض معروفون بالسماء
مجهولون في الأرض معروفون بالسماء

مجهولون في الأرض معروفون بالسماء

من أي بلد أنت؟ (ليرجع له الدولاب) فرّد عليه بابتسامة خجولة مع جواب الله يسامحك.

بعد شهادة ابني الشيخ جاء رجلٌ كبير السن لتقديم واجب العزاء والتبريك بشهادة ولدي ، ليخبرني الرجل بأنّه كان متوجها إلى بيروت ليصل إلى وادي الحجير ليتفاجأ بتعطل "دولاب" سيارته (إطار عجلة سيارته)، ولم يتوفّر لديه "سبير" (دولاب آخر للاحتياط) وأيضًا كان قد نسي هاتفه في المنزل، ليرفع يديه نحو السماء داعيًا الله بأن يتيسّر أمره ولا يظلّ واقفًا من دون حيلة.

بعد لحظةٍ، تتوقّف سيارة سوداء اللون ومثل نوع سيارة الرجل، ليأتي إليه شاب في مقتبل العمر صاحب طلة بهيّة وابتسامة خفيفة ونور الإيمان يشع من وجهه، والأخلاق تتسم عليه، - كما وصفه - حاملا بيده "سبير" سيارته، وركبه في سيارة الرجل المعطّلة ووضع الدولاب المعطل في سيارة الرجل قائلا له الله يسر أمرك يا حج، وهو في ذهول من أمره سأله بتعجب من أي بلد أنت؟ (ليرجع له الدولاب) فرّد عليه بابتسامة خجولة مع جواب الله يسامحك.

يخبرني الرجل أنه حفظ ملامح ذاك الشاب الذي ساعده وبعد شهادته تعرف عليه وعرف أن ذلك الشاب هو الشيخ علي ابني، وكان قد طلب مني المسامحة كوني والده .

تذكرتُ حينها أن الشيخ علي كان ذاهبًا إلى صيدا حيث جامعته هناك ولم يتوانَ عن تقديم المساعدة بالرغم من حاجته إليه.

شيخ علي ابني حبيبي أنا كلما التقيت باشخاص يخبرونني بأنك كنت زميلهم.. أو كنت تدرسهم ينظرون إليّ والدموع تنهار على وجنتيهم من الشوق الذي تركته في نفوسهم هنيئا لنا بك يا شيخ علي، هنيئا لنا بهذا العز الذي أعطيتنا إيّاه، يا كلّ الأثر.

* نقلا عن والد الشيخ علي (كاظم فتوني) في حديث دار بينه وبين رجل يعرفه متحدثين عن الشهيد الشيخ علي فتوني.