حقق اللَّه لأبي حسن أمنية غالية طالما انتظرها وتلهّف لها في دار الدنيا وهي اللقاء بالإمام الخميني قدّس سرّه..
حقق اللَّه لأبي حسن أمنية غالية طالما انتظرها وتلهّف لها في دار الدنيا وهي اللقاء بالإمام الخميني قدّس سرّه وهو بنفسه تحدّث عن هذا اللقاء بعد عودته وأن دموع عينيه كانت تنهمر على وجنتيه عند رؤية الإمام وطالما حدّث الشهيد زوّاره عن مسحة النور الإلهية التي رآها في وجه روح اللَّه الموسوي الخميني قدس سره.
كانت يوميات الشهيد الحاج محمد لا تشبه يوميات أحد، لا ليله ولا نهاره، ليله هو ليل العابدين المصلّين الراكعين الحامدين الساجدين المرابطين، ونهاره نهار المجاهدين أصحاب الهمم العالية ومشاريع الخير ومساعدة الناس وهو الذي كان يقول لزوجته الحاجة المجاهدة أجّلت نومي وراحتي إلى الجنة.
أنسه كان بذكر اللَّه، ألم يقل اللَّه سبحانه ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾؟ فكان للَّه ذاكراً حامداً متهجداً، وهو الذي أنس بالقرآن الكريم وعلّمه لأطفاله حتى أصبحوا يحفظون الكثير الكثير من آياته والسور.
كانت صلاة الليل عنده هي محطة الاستلهام وشحنة الروح المتجدّدة دوماً بعبق أريج أنفاس العابدين، والاستماع إلى مجالس العزاء الحسيني كانت بدورها تحدث في قلبه ثورة على الظلم لا تهدأ ولا تعرف النوم طالما أن المقدسات عرضة للخطر.