قصصه الشخصية

حركة لا تعرف الملل‏

حركة لا تعرف الملل‏

كان يجد ضالّته في عمله الدؤوب وجهاده الذي لا يعرف الملل، فهو ما بين منشغل بحاجات الناس حين كان يفتح أبواب منزله على مصراعيه،  وبين متابع دقيق لعمل المقاومين ومراقب غير عادي للأوضاع السياسية، ومواكب لأخبار الكيان الغاصب داخل فلسطين، وغارق في الكتب  الثقافية التي كان يجد فيها نفسه وخصوصاً كتب الشهيد الشيخ مرتضى مطهّري.

من يحدّث الحاج أبا حسن عن الراحة كان يقول له: "من أراد أن يرتاح قليلاً فليذهب إلى الجبال، إلى الجبور والديدبة، هناك يشعر المؤمن  بالراحة فعلاً وهو قريب من المجاهدين، حيث الدعاء المميز والصلاة حتى الرصاص لأن رصاصات المجاهدين تنطلق في سبيل اللَّه وهي  تختار هدفها بدقة".

هاجس واحد كان يحكمه، وهو الذي جعله يتمنّع عن استلام العديد من المواقع الأساسية في مسيرة الجهاد، هو همّ الاستشهاد في سبيل اللَّه. كان الطامح إلى ما هو أعلى وأزكى وأطيب وأطهر متعالياً عن دنيانا نحن ومفاهيمنا التي هي أشبه بالدنيا التي ناقضت مفاهيمه التي هي أشبه بالآخرة، وهو الذي سأل المولى عزَّ وجلَّ أن يرزقه توفيق الشهادة وأن يجمعه مع إخوانه الذين سبقوه إلى جنات الخلد.