قصصه الشخصية

خير إن شاء الله

خير إن شاء الله

كان مصمّمًا  على إنجاز البحث الجامعي المطلوب منه آنذاك، وقد عزم على ذلك، على الرغم من انشغالاته الكثيرة، إذ كان منهمكًا في كثير من الأعمال؛ فعمله الكشفي مثلًا كان يأخذ  منه وقتًا، ويبذل لأجله جهدًا كبيرًا، فضلًا عن  اهتمامه بشؤون الأسرة وغيرها من الأمور... وكان، كلما سنحت له الفرصة، ينكبّ على بحثه بهمة ونشاط،  حتى إنه كان يسهر أحيانًا إلى الثالثة فجرًا لينجزه... أجرى كثيرًا من المقابلات، وصوّر ووثّق كل ما يلزم، إلى أن أنجزه على أتمّ وجه.
وعندما حان وقت تسليمه، جاء إلى المنزل ليطبعه ويأخذه إلى الجامعة... ما زلت أتذكّر ذلك اليوم؛ فتح الحاسوب، وتفاجأ: لم يجد ملف البحث! بحث جيدًا ولم يعثر عليه حتى في "سلة المهملات" (recycle bin)...

التزم الهدوء ونادى جوادًا، ابن الأربع سنوات؛ استفسر منه بروية: "بابا، إنت لعبت شي اليوم بالكمبيوتر، محيت شي ملفات؟"، فأجاب جواد: "إيه بابا أنا محيتو، نزلت ألعاب فصار الكمبيوتر يعلّق فمحيت كل شي". ابتسم "صادق" بوجه جواد قائلًا له: "الله يآجرك!". عندها غضبتُ كثيرًا، وأردتُ ضرب جواد لما فعله، فقد تعب والده كثيرًا حتى أنهى ذلك البحث... وقد استغربت حقًا صبره عليه وطول باله، فقال لي: "إذا ضربتو بيرجع الملف؟!"ْ، قلت له: "لا"ْ، فختم الموقف قائلًا: " خير إن شاء الله!".