كانت أم محمد تستقبل ابنها إبراهيم ورفاقه المجاهدين في منزلها قبل انطلاقهم لتنفيذ العمليّة ضدّ العدو الصهيونيّ، تأخذ العتاد والأسلحة تخبّؤها في مكانٍ آمن عن عيون العملاء... يروي صديق الشّهيد عن ذلك ويقول: "ذات مرّة كان علينا أن نستيقظ عند الثالثة فجرًا للذّهاب في المهمّة، لكن أخذنا النوم بسبب السّهر الطويل، فانتبهنا من نومنا على الحاجة رحمها الله وهي تحمل العصا وتضربنا بلطف وتقول "قوموا يا تنابل"!! لقد كانت تسلّمنا السلاح بعد أن تخرجه من المخبأ الذي وضعته فيه وكنا لا نعرفه أيضاً، وقد نظّفته بعناية وقد جهّزت العدّة والطعام لنا قبل أن ننطلق. كانت مشاركتها فعّالة مع الشباب وهي لم تكن تأبه أن يتعرض منزلها للخطر من العملاء اللحديين."
حال أم محمد هو حال العديد من الأمّهات الجنوبيّات المضحّيات اللواتي كنّ سنداً لأبنائهن وكنّ مجاهدات حقيقيات، حيث شكّلن بشجاعتهن وصبرهن دعماً لجهاد تكلّل بالشهادة..